الدماء موجودة في كافة انحاء جسم الانسان و هي العصب الاساس في حياتنا
طبعا تنتقل الدماء من خلال الشرايين و الاوردة و لا يكتفي الجسم بوجود الدم في جزء معين بل يجب تغيير هذا الدم بدم آخر مشبع بالاوكسجين عبر ما يعرف بالتنفس و بالدورة الدموية ..
اذا ما علاقة التدخين بهذا ؟؟
من المأكد ان انتقال الدم في جسم الانسان يتم من خلال الاوردة و الشرايين هذا يعني ان كافة انحاء الجسم فيها شرايين و اوردة
في اجسادنا هناك شرايين كبيرة و هناك اوردة صغيرة .. هناك مناطق مؤهلة لوصول كميات كبيرة من الدماء و هناك مناطق مؤهلة لوصول كميات صغيرة من الدماء
سنأخذ مثال على شخص غير مدخن مثلا و قد قرر هذا الشخص ان يبدا بالتدخين و بدأ يبتلع كمية يسيرة من السيجارة او الارجيلة او ما شابه (مدخن عادي)
التدخين و اول اوكسيد الكربون و بفعل عدة عوامل تنتج عن الاحتراق يستطيع اغلاق معظم المناطق المؤهلة لوصول دماء قليلة اي الاماكن التي تتوزع فيها الدماء من خلال الاوردة الصغيرة
ما هي هذه المناطق و هل هي مهمة ؟
يلاحظ معظم المدخنين عندما يبتعدون قليلا عن التدخين ان كان من خلال شهر رمضان او من خلال ظروف اخرى ان هناك تغيرات سريعة تحدث في الجسد
حكة في الرأس ، ارتفاع درجة حرارة اليدين و الاقدام ، ارتفاع حرارة الوجه
طبعا هذه هي معظم المناطق المؤهلة لوصول دماء قليلة بالاضافة الى اللثة و عصب الاسنان
و هذه المناطق تعتبر بحكم المشلولة اثناء التدخين و تصلها الدماء بصعوبة كبيرة جدا لهذا ان توقف المدخن فترة بسيطة تبدا خلال يوم او يومين يلاحظ اولا ارتفاع درجة حرارة اليدين و الاقدام ثم تليها حكة في الراس ثم بعد ذلك الوجه يبدأ بالتغير لكن بالتدريج فهو يبدأ بفتح الاوردة و يبدا منذ اللحظة الاولى يتغير و خلال شهر يعود الى طبيعته و تذهب اعراض الشيخوخة المصاحبة للتدخين التي تظهر دائما على الوجه و تعود الدماء تتحرك في الوجه بشكل طبيعي دون عوائق ..
اما اللثة و الاسنان فهنا الوضع مختلف قليلا لان الاوردة في هذه المنطقة دقيقة جدا و هي لن تعود الى طبيعتها الا بعد شهرين تقريبا
و صحيح ان في اليدين و الاقدام الشرايين كبيرة و الوضع مختلف عن الوجه و اللثة و بعض اجزاء الدماغ ، الا ان بعد المسافة بين القلب و الاطراف يجعل التأثير نفسه يحدث بين جميع المناطق المذكورة
و هذا يفسر لنا لماذا يبرد المدخن في فصل الشتاء اكثر من غيره
طبعا لان الاطراف تبرد اكثر من بقية مناطق الجسد بسبب ضعف حركة الدماء الطبيعية فيها فلهذا يعتبر التدخين مسبب شلل في حركة الدماء في مناطق اليدين و الارجل
و هذا يفسر لنا ايضا كيف يتدمر فم المدخن و يصبح مقرفا ، فالتدخين يحارب الفم في طريقتين اولا هو يمنع امتصاص الكالسيوم
و الكالسيوم هو المادة الاساسية لحماية العظام و الاسنان ، اما ثانيا عبر إعاقة مرور الدماء الى اللثة الامر الذي سيجعل اللثة سوداء مع الوقت لان الخلايا ستبدا بالموت
طبعا كل ما ذكرت هو كان عن الشرايين و الاوردة الدقيقة و فضلت ان ابدأ مقالي بها لان هذه المناطق التي فيها الشرايين الصغيرة تسد بطريقة سريعة و هي ليست بحاجة الى وقت كبير اي ان سلبياتها تكون ظاهرة بطريقة مباشرة لجميع المدخنين و هي لا غبار عليها ..
و الآن تعقيبا على كل ما ذكر فلا يظن احد من ان تأثيرات التدخين هي فقط ضد الاوردة الصغيرة و المناطق المذكورة فقط ، لا فالتدخين يخطط للشرايين الكبيرة ايضا فهو يبدأ يحفر فجوة بشكل خط عامودي بباطن الشريان لتكون النواة الاساسية لتجميع الكولسترول الضار فيها و اغلاق الشريان باقرب فرصة ممكنة
